كتب:محمد أبوزيد
صباح يوم 7 أكتوبر الماضي ومع بدء عملية طوفان الأقصى، كان المشهد مرتبكا في تل أبيب وواشنطن.
الصدمة كانت مرعبة ومدهشة و مذهلة، أفقدتهم أي قدرة على الحركة، وشلت قدرتهم علي التفكير.
مع توالي بشائر الانتصار العسكري غير المسبوق الذي حققته المقاومة في ذلك اليوم، وتتابع أخبار الهزيمة المذلة للجيش الإسرائيلي وكل أفرع الأجهزة الأمنية للدولة العبرية وعلى رأسها الموساد.
صفق جميع الإعلاميين والنخب السياسية في مصر لحماس وللمقاومة الفلسطينية بشكل كبير وملفت للانتباه.
حتى أشد المختلفين مع حماس كانوا يصفقون لها بشكل غريب.
بعد أيام َوبعد أن استعادت أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية والأمريكية جزء من إتزانها بعد مرحلة الصدمة والفزع من حجم ما حققته المقاومة ،بدأت الأمور تتضح.
وبعد عدة اجتماعات مكثفة، تم وضع خطط سريعة وعاجلة للتعامل مع الموقف على كل المستويات.
أحد أهم الجوانب التي اعتمدها الموساد بالتشاور والتنسيق التام مع المخابرات الأمريكية للرد على صدمة طوفان الأقصى، هو صدور أوامر وتعليمات فورية لكل الممولين من واشنطن "الأذرع الإعلامية الأمريكية" في مصر وفي دول أخرى" ، ومنهم إعلاميين وناشطين وخبراء وأكاديميين وفضائيات ومواقع ولجان إلكترونية على تويتر بمهاجمة حماس وإلقاء اللوم عليها وتحميلها المسئولية الكاملة لما حدث في غزة .
كانت الأوامر الصادرة حاسمة ومغرية لدرجة كبيرة" الآلاف الدولارات شهريا".
في البداية طُلب من هذا الفريق وعلى رأسهم إبراهيم عيسى وناشطة تدعي داليا زيادة وأكاديمي معروف، وكتاب بمواقع كبيرة، ونشطاء على تويتر، وآخرين، تبني رواية الموساد حول قيام حماس بقتل الأطفال وقطع رؤوسهم، واغتصاب النساء، تلك الرواية التي اعتذر عنها البيت الأبيض نفسه لفرط فجاجتها وكذبها.
وكانت الخطوة التالية هي صدور تعليمات بتشويه حماس بشكل ممنهج وتبني رواية أن طوفان الأقصى تم بالتنسيق بين حماس وإسرائيل.
ومع الفشل العسكري الثقيل لجيش الاحتلال الإسرائيلي في التدخل البري في غزة وعدم قدرة إسرائيل على تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المعلنة.
زاد تدفق "الدولارات الحرام" على حسابات اللوبي الأمريكي في مصر مجددا، مقابل الاستمرار في نفس النهج الإعلامي، وتبني الأجندة الصهيونية في التعاطي مع حرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة التي تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة.
وقام ضباط من الموساد متخصصون في الحرب النفسية بالتواصل بطرق غير مباشرة مع أعضاء من" تنظيم أعداء غزة في مصر".
ومن بين الذين تواصلوا مباشرة مع إسرائيل كانت الناشطة داليا زيادة وهي باحثة سابقة بمركز ابن خلدون-مركز مشبوه كان يتلقى تمويل ضخم من واشنطن - وظهرت زيادة أكثر من مرة في قنوات إسرائيلية، وقالت بالنص أنها تؤيد وتبارك الحرب التي تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة من أجل القضاء على الإرهاب"!
كان الهدف من هذه اللقطة كما خطط لها ضباط الموساد هو ظهور فتاة مسلمة ومحجبة و مصرية تؤيد حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
وتظهرها أنها حرب ضد الإرهاب في المقابل حصلت زيادة على آلاف الدولارات.
وسبق لتلك الفتاة" المشبوهة" أن زارت إسرائيل عدة مرات.
بطريقة مقاربة، التقط الصحفي إبراهيم عيسى، طرف الخيط الذي جاء له من واشنطن وراح يؤدي دوره المرسوم له بشكل أذهل الأمريكان أنفسهم من تفوقه على نفسه في تنفيذ التعليمات.
ولم يترك عيسى شبه فرصة، إلا وهاجم فيها المقاومة بمنتهى القوة، وبلهجة صارمة وحادة حتى تبدو كأنها نابعة عن قناعة شخصية.
منذ 5 شهور، وإبراهيم عيسى يهاجم حماس بشكل ممنهج وفقا للمخطط المرسوم له، وأدى دوره ببراعة، فتضاعفت حجم الدولارات التي دخلت حسابه نتيجة لقدرته الفائقة في تنفيذ الدور المخطط له في الحرب النفسية ضد غزة وضد المقاومة.
نفس التعليمات التي تلقاها عيسى وجّود في تنفيذها، وصلت لباقي التنظيم من الناشطين علي تويتر من اللجان وتبنوا نفس الأجندة ونفس الأفكار في توقيت واحد.
الفرق الوحيد بين إبراهيم عيسى واللجان، أنه حصل علي 50 ضعف ما حصل عليه أي واحد من أعضاء اللجان الإلكترونية المعادية لغزة.
بالأمس مات الطيار الأمريكي رون بوشنيل، بعد أن أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في أمريكا من أجل غزة، وكانت آخر كلماته وهو يحترق الحرية لفلسطين .
في المقابل يعيش بين ظهورنا لوبي يتلقى عشرات الالاف من الدولارات شهريا، من أجل مهاجمة غزة وتشويه المقاومة والدفاع عن إسرائيل دون أن تتم محاسبتهم عن مصادر أموالهم، ودون التوقف ولو للحظة عند خطابهم الإعلامي الذي يتناقض مع الموقف الرسمي للدولة المصرية، ويتنافر ويصطدم مع الموقف الجمعي للشعب المصري
لم نسمع يوما أن أحدا من هذا التنظيم بقيادة إبراهيم عيسى قد تم سؤاله ولو بشكل عفوي عن مصدر ثروته.